ستيفن لابوسير: ما هو الحب؟ ولماذا تنجح أو تفشل علاقاتنا؟

نتساءل ويسأل كثيرون ما هو الحب؟ يرغبون في معرفة إن كان ما يعيشونه من مشاعر أو أحاسيس هي حب حقًا، لا إعجاب عابر أو تعلق غير صحي أو حماس لحظي. وبالرغم من وجود الحب قد تفشل العلاقات، فهل هناك وصفة سحرية للحب؟ هل من عناصر أساسية تغذيه وتجعله ينمو ويتجذر؟

يجيبك ستيفن لابوسير عن جميع هذه الأسئلة في مقالنا هذا، وهو خبير العلاقات الذي ساعد آلاف الأشخاص على تحقيق حياة مذهلة وأصيلة. لقد سبق وأن ظهر ستيفن في العديد من اللقاءات المهمة على ذا إكزامينر، وإي بي سي، وهافينغتون بوست لايف. ولديه بعض الكتب الرائجة He’s lying sis، He Who Finds a Wife، The Man God Has for You، وجميعها تعلمنا كيفية إنشاء علاقات صحية مع الأشخاص المناسبين.

نبدأ مع ستيفن لابوسير ما هو الحب؟

ما هو الحب؟

يُبنى الحب على ركائز أساسية وهي اللطف والرحمة والصبر ونكران الإيغو. وبالرغم من أهمية هذه الجوانب إلا أن العلاقات الرومانسية تتطلب المزيد من العناصر، فإن كنت تحبين أحدهم بعمق، ولكنه لم يتعافى من ماضيه ويعاني من بعض المشاكل العالقة، كوني على ثقة بأن الوقت غير مناسب للارتباط بهذا الشخص.

يؤكد خبير العلاقات المعتمد ستيفن لابوسير بأن الحب الحقيقي لا يدور حول ما يفعله الآخرون لنا أو لأجلنا، بل بما نحن على استعداد لفعله لهم. فالحب هو عطاء وفهم حاجات الشخص الآخر، إذا لم تتمكني من تلبية هذه الحاجات فما تشعرين به ليس حبًا بل مجرد تعلق أو شعور عابر.

إن السر الذي يكمن وراء نجاح العلاقة هو أن تسألي نفسك ابتداءً إن كنت تحبين هذا الشخص بالفعل، إذ غالبًا ما يخلط الناس بين الحب والانبهار، وأحيانًا يختار بعض الأشخاص شركاءهم على أساس أنه خيار آمن أو شريك مناسب. ومع ذلك، يجب أن تدركي بأن الحب الحقيقي هو حب من طرفين ولن يوجد أبدًا حبٌ من طرف واحد.

إذا لم تكوني معجبة حقًا بهذا الشخص فليس هو من تحتاجين إليه ولا يمكن أن تكوني ما يحتاجه هو أيضًا. من الضروري تقييم مشاعرك بصدق قبل اتخاذ أي قرار، فاختيار شخص ما من باب الراحة أو الأمان يؤدي غالبًا إلى علاقة غير مرضية.

الجدران التي تبنيها لحماية نفسك هي ذات الجدران التي تمنع عنك البركة – ستيفن لابوسير

ما هو السبب الرئيسي لفشل علاقات الحب؟

يرى ستيفن لابوسير أن السبب الرئيسي لفشل العلاقات هو دخولها دون تشافي، فالتشافي أو التعافي مسألة بالغة الأهمية لنجاح العلاقة، يؤكد ستيفن أن تجاهل الحاجة إلى التشافي يؤدي إلى تكرار الأنماط غير الصحية في العلاقات وإسقاط التجارب الماضية المؤلمة على العلاقات الجديدة.

“لقد مررنا جميعًا بمواقف صعبة وتعرضنا للأذى وشعرنا بخيبة أمل، وإذا لم نعالجها على نحو سليم، سننقل هذه التجارب السيئة إلى الآخرين، سننقلها إلى مستقبلنا، وستؤثر تأثيرًا بالغًا على احترامنا وتقديرنا لذواتنا، ستخرج الأمور كليًا عن سيطرتنا. لن نستطيع احتضان أو إعداد أنفسنا لدخول علاقة رائعة بسبب تأثير تجاربنا السابقة” يقول ستيفن.

تفشل علاقات الحب لأن الخوف يلعب دورًا رئيسيًا فيها، نخاف من تكرار تجربة الماضية الفاشلة، فنبتعد عندما تلوح في الأفق جدية الأمور، أو نرفع جدرانًا تمنعنا من بدء أية علاقة جديدة. نفضل الهروب وينتهي الأمر بإيذاء الشخص الآخر، لأنه يصعب علينا تفسير سبب تخريب أو تدمير العلاقة.

يشعر الشخص غير المتشافي بفقدان السيطرة العاطفية، وما إن تصبح الأمور أكثر جدية وتزداد المحبة والألفة تصعب السيطرة على مشاعرنا فيظهر الخوف. وسرعان ما نشرع في البحث عن أمور خاطئة لنلومها، لكن في الحقيقة السبب وراء كل هذه التصرفات الصدمات السابقة التي تعرضنا لها.

الشروط الأساسية لنجاح علاقات الحب

يسلط ستيفن الضوء على ثلاثة عناصر أساسية، هي: التواصل (Connection)، والتوازن (Balance)، والانجذاب (Attraction).

الشرط الأول: التواصل في الحب

التواصل بالنسبة للخبير ستيفن هو عملة نادرة، فهو ما يربط الشخصين بعمق، إما أن يوجد من تلقاء نفسه أو لا يوجد. فلا يمكن أن تستمر علاقة رائعة على المدى الطويل دون عنصر التواصل، فهو ما يبقى بعد انتهاء الحماس الأولي من العلاقة. يعني التواصل أن نكون على طبيعتنا مع بعضنا البعض، و أن نكون منفتحين على بعضنا البعض، أن نتشارك أفكارنا الداخلية، وأن نتعرى عاطفيًا أمام بعضنا البعض.

حتى في غياب هذه الأمور، اسألي نفسك هل تستمتعين بوجوده وبالتحدث إليه، هل تشعرين بالسعادة عندما يكون بالقرب منك؟ إذا أجبت بالإيجاب، فقد يوجد ما يمكنك العمل عليه وتطويره حتى لو لم يكن متوافقًا كليًا، إذ يوجد اللب الأساسي لتنمية العلاقة، لكن من دون ذلك هي مجرد زبد!

إذا كنت متشافية وفي حالة عاطفية صحية ستدركين وجود التواصل من عدمه مع هذا الشخص بسرعة كبيرة. ومع ذلك، في أحيانٍ كثيرة تشعرين بهذا التواصل العميق، ولكنك تخافين من احتضانه وتعملين على تبريره عقليًا إذا كنت مبرمجة على أن الأمور تستغرق وقتًا كافيًا.

في الجانب الآخر، وفي غياب التواصل يمضي كثيرون للأسف قدمًا ويبررون لأنفسهم الاستمتاع ووجوب منح فرصة للطرف الآخر، ثم ما يلبثوا أن يجدون أنفسهم عالقين في مواقف غريبة، يسعون لإنجاح هذه العلاقة لأنهم استثمروا فيها، ولا يمكنهم الاعتراف بأنهم مخطئون وقد أهدروا وقتهم عبثًا.

الشرط الثاني: التوازن في الحب

ماذا يعني التوازن في الحب؟ يعني أن تكمل نقاط القوة والضعف فينا بعضها البعض بدلًا من بذل الجهود للمساواة. التوازن هو أن تكملا بعضكما البعض، وأن تتعلما كيفية العيش والعمل معًا.

يظهر الصراع عند غياب التواصل، أما في حالة وجوده ستجد التوازن، لأن مع وجود التواصل نعمل على احتضان اختلافاتنا.

التوازن بالنسبة لستيفن هو أهم شرط لنجاح العلاقة العاطفية، وبوجود هذين الشرطين: التوازن والتواصل، تنجح العلاقات، ومن دونهما تفشل معظم العلاقات.

الشرط الثالث: الانجذاب في الحب

الانجذاب بالنسبة لستيفن عامل مهم، ولا سيما بأن العالم أصبح يعيب ويحكم على موضوع الانجذاب، فهو حقيقة لا يتمحور حول المظهر، ولكن المقصود منه أن ننجذب جسديًا إلى بعضنا البعض، وهو العنصر الأخير لنجاح العلاقات العاطفية، كما إنه العنصر الذي يجعل العلاقة رومانسية.

الانجذاب ضروري ولا سيما في اللقاءات الأولى، فهو ما يجعلنا نتقرب من بعضنا أكثر، ولكن للحفاظ على علاقة رائعة على المدى الطويل لا يوجد سبب حقيقي يدعك تهمل نفسك مهما تقدمت في العمر. يجب أن تعمل جاهدًا للحفاظ على الانجذاب في العلاقة، وإلا ستتحول العلاقة إلى مجرد صداقة أو زمالة مثل زميلي سكن.

كيف أجذب الشريك المثالي لي؟

يقول ستيفن لجذب الشريك المثالي يجب أن تكون على طبيعتك، لا يمكنك التواصل مع أحدهم بشخصيتك المزيفة، وإلا ستكون علاقة زائفة. لذلك عليك أن تكتشفي من أنت أولاً.

كخطوة ثانية، يجب أن تكوني إيجابية، أن تشعي بالطاقة الإيجابية، وهذه مسألة مهمة للنساء الراغبات في جذب الشريك، لأن نوع الرجال الذي ترغبن فيه أغلب النساء غير منجذبين أو ميالين للمرأة السلبية. توجد ملايين النساء الجيدات على هذه الأرض، لكن هذا لا يعني بأنهن يتحلين بالإيجابية، والافتقار إلى هذه الطاقة تحول دون تحقيق مرادهن أكثر مما يدركن، إنها تسلب منهن طاقة الأنوثة.

والإيجابية في هذا السياق لا يتعلق بما تقولينه بل كيف يشعر الرجل في حضورك، قد تقولين أروع وألطف الكلمات، بالرغم من ذلك قد لا يشعر بالراحة والسلام والإيجابية.

المشكلة ليست في الزواج، بل في اختيار الشخص الخطأ والزواج لأسباب خاطئة – ستيفن لابوسير

ما الأسئلة التي يجب أن تسأليها للرجل في بداية العلاقة؟

يرى ستيفن بأنه من الضروري طرح بعض الأسئلة في بداية العلاقة، وهذه الأسئلة هي:

السؤال الأول: كيف تنظر إلى دورك في الزواج؟ وما هي توقعاتك مني في الزواج؟

لا يتخيل الأشخاص كيف ستكون العلاقة بعد الزواج، إذ يفترضون بأن الحال قبل الزواج سيبقى على ما هو عليه بعد الزواج. على سبيل المثال: قد يعتقد الرجل بأنه طالما يدفع الفواتير لن تطلبي منه أي شيء آخر، أو لأنه كان يتودد إليك قبل الزواج، تتجلى مهمتك في إسعاده وتلبية رغباته فقط بعد الزواج. ينبغي لك أن تكتشفي هذه الأمور سابقًا حتى لا تصابي بخيبة أمل كبيرة لاحقًا.

السؤال الثاني: هل نتشارك ذات القيم؟

لابد من أن نتشارك القيم ذاتها، سواء أكانت قيم روحانية أو مالية، أو أيًا كانت. لنتأكد في أننا في المكان ذاته، وإن لم نكن كذلك هل نستطيع تحقيق التوازن فيما بينها؟ هل يمكننا العمل عليها؟

مثال بسيط: إذا كان الرجل مقتصدًا وكانت المرأة مبذرة يجب طرح السؤال التالي “كيف سننظر إلى هذا الموضوع؟ ما هي توقعاتك كامرأة مبذرة؟ هل أنت على استعداد للاقتصاد؟

غالبًا لا يطرح الرجال هذا السؤال لأنها لا تطلب منه المال حاليًا، فيعتقد بأنها لن تطلبه بعد الزواج.

السؤال الثالث: ما هي توقعاتك عن العلاقة الجنسية؟

يرى ستيفن بأنه من الضروري مناقشة هذا الموضوع وفهمه، فمثلًا قد يقول أحدهم “أتوقع ممارسة العلاقة الحميمية 3 أو 4 مرات أسبوعيًا، فيجيب الطرف الآخر “مرتين في الأسبوع”. في حالة كهذه يقوم أحد الطرفين بالتنازل، لكن يجب أن تعلمي تمامًا بأن التنازل يجب أن يكون مصحوبًا بالراحة والسعادة، وإلا سيكون تضحية من جانبك. التضحيات جيدة في بعض الأحيان، لكن ليس عندما تكون مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لك.

ما هو الحب؟ ولماذ تنجح أو تفشل علاقاتنا؟ وعناوين أخرى رائعة تلهمك عن العلاقات العاطفية مهما كانت حالتك العاطفية، فأراء ستيفن لابوسير من أفضل وجهات النظر التي قد تجدينها على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الكتب. نأمل أن تكوني قد عثرت على ضالتك في السطور السابقة، ونتمنى لك علاقة رائعة متشافية وصحية تذهب بك إلى أقصى حدود المعرفة الذاتية ومعرفة الرجل ذي الطاقة الذكورية الصحية والمتطورة، لتخلقا معًا وعيًا جديدًا على هذه الأرض المباركة.

المصادر:

المصدر الأول