نُجبر في كثير من الأحيان على استعراض صور فوتوغرافية وتسجيلات مرئية تتداولها صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، ومحتوى هذه الصور الذي يرتكز على جسم المرأة والرجل يحمل في جوهره رسائل ما هي بخفية بل معلنة. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي نشرت العديد من الدراسات والمقالات البحثية عن الآثار السلبية لهذه الوسائل إزاء صورة الجسم وفي نظرة المرأة لنفسها. كما أكَّد العديد من الباحثين على صحة هذه الافتراضات وخلصوا إلى نتائج تثير القلق من الجانب النفسي والصحي، ولا سيما مع الترويج الكبير والمستمر ومشاركة صيحات تدعم نموذج محدد للمرأة، باعتبار أن المرأة المثالية هي تحديدًا الجذابة والنحيلة.
فيما سبق، لعبت وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في التسويق عبر قنواتها وأدواتها للمرأة النموذج، المرأة المثالية ذات الجسم الممشوق والنحيل التي تتوضع بطريقة لافتة ومثيرة، لكن تأثيرها لا يقارن أمام منافستها التي سرقت معظم عقول وقلوب المشتركين. تزداد شعبية وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار، وساحاتها منفلتة بلا حد أو رقيب، والوصول إليها سهل للغاية، فما تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صورة الجسم حقًا؟ وما آثارها السلبية على الصحة النفسية والجسمانية؟ للإجابة عن هذه الأسئلة لا بد ابتداءً من المرور على بعض العناوين المهمة ذات الصلة.
تشمل وسائل التواصل الاجتماعي المواقع والتطبيقات الإلكترونية مثل الفايسبوك والانستغرام والسناب شات والتويتر والتيك توك والبينترست، وغيرها. تتيح الخصائص المتفردة لوسائل التواصل الاجتماعي بما تمتلكه من أدوات في أن ينشر أي شخص أو مجموعة أشخاص أحرار أو تابعين لمؤسسة أو منظمة أو شركة منشوارت نصية أو صور فوتوغرافية أو تسجيلات مرئية أو البث المباشر. ليس ذلك فحسب، وإنما أيضًا إمكانية التواصل والتفاعل مع المشتركين من خلال الرسائل أو التعليقات أو الإعجاب.
يتسم محتوى وسائل التواصل الاجتماعي بالذاتية إلى حد كبير، فلم يعد المُستخدم مستقبلًا فقط كما هو الحال مع وسائل الإعلام التقليدية وإنما مُصدّر ومساهم أيضًا؛ وجهة اتصال فعّالة ومؤثرة ومستقلة.
يرى فريسنو غارسيا وآخرون بأن «وسائل التواصل الاجتماعي هي عبارة عن منصات تقنية إلكترونية تعتمد على التفاعلات البشرية المتزامنة وغير المتزامنة ضمن نطاق محلي وعالمي على نحوٍ غير مسبوق في تاريخ البشرية».
كذلك عرّف كلًا من كار وهايز وسائل التواصل الإجتماعي بأنها «قنوات إلكترونية تسمح للمستخدمين بالتفاعل النفعي وتقديم النفس على نحو انتقائي وذلك إما بالتواصل التزامني أو اللاتزامني، ومع جمهور واسع وضيق يستمد قيمته من محتوى المستخدمين ومن إدراك التفاعل مع الآخرين».
نال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي حظوتهما لدى الناس بما يتمتعان من مميزات وسمات عديدة، وأصبحا في الوقت الحاضر شديدي الصلة بحياة الناس اليومية. إذ يمكن لأي شخص يمتلك هاتفًا محمولًا من الوصول إلى الإنترنت، والتواصل مع أي شخص من أي مكان في العالم.
تؤكد إحصاءات مجلة الفوربس على الأرقام المتزايدة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فقد بلغ عدد المستخدمين نحو 4.9 مليار شخص على مستوى العالم. ومن المتوقع أن يقفز هذا العدد إلى ما يقرب 5.85 مليار مستخدم في سنة 2027. وتشير مجلة «سيرتش إنجاين جورنال» إلى انضمام 150 مليون مستخدم جديد لوسائل التواصل الاجتماعي بين أبريل 2022 وأبريل 2023، أي نحو 410.000 مستخدم جديد يوميًا و4.7 مستخدم في كل ثانية.
يقضي العالم مجتمعًا 11.5 مليار ساعة على منصات التواصل الاجتماعي يوميًا. وتشير الاحصاءات أيضًا إلى أن لدى الانستغرام 2 مليار مستخدم نشط شهريًا. بينما يستخدم 2.37 مليار شخص الفيسبوك يوميًا حيث يمثل هذا الرقم نسبة 68% من جميع المستخدمين النشطين شهريًا. ولليوتيوب ما لا يقل عن 2.5 مليار مستخدم نشط شهريًا في سنة 2023، ويتم تحميل أكثر من 500 ساعة على اليوتيوب في كل دقيقة، أما المشاهدون فيقضون أكثر من مليار ساعة لمشاهدة مقاطع الفيديو على اليوتيوب يوميًا.
لدى منصة السناب شات 750 مليون مستخدم نشط شهريًا، في حين أن لدى التيك توك 1.6 مليار مستخدم نشط شهريًا. وكان الأخير أحد أفضل التطبيقات في الولايات المتحدة لسنة 2022، مع 99 مليون عملية تنزيل.
تساعدنا هذه الأرقام في فهم مدى تداول وانتشار شعبية هذه الوسائل، التي تجعل منها أرض خصبة للتأثير والترويج والتسويق لأطراف تختلف أجنداتها وأعمالها ومنتجاتها.
إن صورة الجسم هي الطريقة السلبية التي ينظر بها الآخرون إلى أنفسهم وأجسامهم، وغالبًا من خلال المقارنة بالآخرين، تُعرّف الباحثتان بيث بيل وهيلغا ديتمار صورة الجسم بأنها «تناقض نفسي بارز ينشأ ما بين التصور الجسماني الذاتي والجسم الحقيقي، ويتجلى في تجارب تنطوي على الأفكار والاحترام الذاتي السلبيين حول جسم الفرد ومظهره».
ينتشر القلق من صورة الجسم، وفق صحيفة أتلانتس، بين الإناث في فترة المراهقة غالبًا، حيث تُعد صورة الجسم في فترة المراهقة أحد العناصر الأساسية لتقدير الذات لدى الفتيات. وفي حين تبذل وسائل التواصل الاجتماعي قصارى جهودها في الترويج لمعايير الأجسام النحيلة والهزيلة وإبراز النحافة بإفراط، أصاب التشوه تعريف الجمال للمرأة واختزل إلى نموذج نحيل وغير واقعي. لذلك، يمكن القول إن وسائل التواصل الاجتماعي هي المحفز الأكثر احتمالاً للشعور بالقلق تجاه صورة الجسم وعدم الرضا عن الذات وتدني تقدير الذات وبروز بعض المشاكل النفسية والصحية.
تتسع الفجوة بين صورة المرأة العادية ونموذج المرأة المثالية بمرور الوقت، ليس ذلك فحسب وإنما شاع نموذج آخر جديد في السنوات الماضية يرتكز على اللياقة البدنية، إذ لم تعد النساء يتعرضن لضغط النحافة فقط، وإنما إلى ضغوط لاكتساب القوام الممشوق والمتناسق.
فضلًا عن ذلك، تخضع معظم الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل النشر إلى التعديل باستخدام برامج مختلفة، كالفوتوشوب على سبيل المثال، وتحوير الوجه والجسم إلى حد الكمال، ولا سيما صور المشاهير وفتيات الإعلانات، وفعليًا تُروج هذه الجهات لصور نساء غير موجودات في الواقع.
توجد ثلاث مجموعات مختلفة تمارس الضغط على النساء للوصول إلى نموذج الجسم المثالي النحيل والجذاب، وقد أطلق الباحثون عليها اسم نموذج التأثير الثلاثي وهم العائلة والأصدقاء ووسائل الإعلام.
وجدت كلًا من الباحثتين بيث بيل وهليغا ديمار بأن التعرض إلى الجسم النحيل المثالي في وسائل الإعلام يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصورة السلبية للفتيات والنساء عن أجسامهن. وغالبًا ما يقترن عدم الرضا عن الجسم بالميل إلى النحافة واكتساب الجسم المثالي. وهذا الاقتران قد لا يكون السبب المباشر في نشوء حالة عدم الرضا هذه، وإنما التفسير الذاتي أو الاستيعاب الداخلي للمرء عن المواد الإعلامية المعروضة.
في دراسة بحثية لجامعة الولاية برديج وتر بعنوان «وسائل التواصل الاجتماعي وصورة جسم الأنثى» استطاعت المشاركات في تجربة البحث تحديد العديد من السمات الجسمانية في صور وسائل التواصل الاجتماعي، وقد لاحظت الأغلبية منهن بأن الصور قد خضعت للتغيير بطريقة ما، وكن على دراية بالتأثيرات التي يمكن أن تحدثها هذه الصور المعدّلة. علاوة على ذلك، كانت المشاركات مدركات بأن العديد من صور وسائل التواصل الاجتماعي تعكس معايير غير واقعية أو بعيدة المنال. بالرغم من ذلك شعرن بالضغط لمحاولة التشبه بهذه الصور ولو كان من خلال تعديل صورهن الخاصة أو تغييرها.
تشعر النساء بالضغط لاكتساب اللياقة، فالتمارين البدنية مهمة وملحة لاكتساب صورة النموذج المثالي، وأصبحن يشعرن بضرورة قضاء المزيد من الأوقات في صالات الألعاب الرياضية. من هنا وجد باحثون علاقة متينة بين ممارسة الرياضة في مراكز اللياقة البدنية وزيادة المخاوف بشأن صورة الجسم واضطرابات الأكل.
لا يمس هذا التأثير الرجال والنساء بالمنزلة ذاتها، إذ يرتبط لدى النساء بمخاوف تتعلق بالوزن، بينما يتخذ عدم الرضا عن الجسم لدى الرجال صورة أكثر تعقيدًا تتعلق بالوزن واكتساب العضلات في آنٍ معًا. ومع ذلك، تتعرض الإناث إلى معدلات أعلى من عدم الرضا عن الجسم مقارنة بالذكور. ففي المتوسط، 50% من المراهقات غير راضيات عن أجسامهن مقارنة بـ 31% من الذكور.
في دراسة حديثة نشرتها الجمعية النفسية الأمريكية في فبراير من هذا العام، برهنت على أن المراهقين والشباب الذين خفضوا تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 50% لبضعة أسابيع شهدوا تحسنًا ملحوظًا في شعورهم إزاء وزنهم ومظهرهم العام، مقارنة بأقرانهم الذين حافظوا على مستويات ثابتة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وقد جاء فيها أيضًا بأن تقليص استخدام وسائل التواصل الاجتماعي طريقة مجدية لإحداث تأثير إيجابي قصير المدى على صورة الجسم، ولاسيما لدى الأشخاص الأكثر عرضة لهذا النوع من الـثأثير، ويجب تقييمه كعنصر محتمل في علاج الاضطرابات المرتبطة بصورة الجسم.
يرى باحثون، أمثال روز ومايور براون وودز، بأن بعض الآثار الجانبية السلبية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي هي نفسية أو فسيولوجية، ينشأ عنها عدم الرضا عن الذات وتدني احترام الذات وزيادة الاكتئاب وأعراض القلق. حيث تتعرض النساء على نحو دائم لصور أجسام مثالية وبشرة خالية من العيوب ومكياج احترافي، الأمر الذي يخلق صورة سلبية عن الذات والشعور بالقلق.
كما يخلق التداول المستمر لمُثُل الجمال على وسائل التواصل الاجتماعي ثقافة المقارنة والمنافسة بناءً على المظهر الخارجي، مما يكرس آلية التشييء الذاتي على اعتبار أن أجسام النساء أغراض يجب النظر إليها وتقييمها وفقًا للمظهر، مما يخلق بيئة سامة تُحاكم فيها النساء على أساس أشكالهن لا مواهبهن أو مهاراتهن.
تؤدي هذه الضغوط كافة، لتلبية معايير الجمال التي تكرسها وسائل التواصل الاجتماعي، إلى اتباع أنظمة غذائية وممارسة اللياقة البدنية بكثافة، ومن المحتمل أن يتعرضن إلى الإصابة بالإجهاد والاكتئاب. يدعم هذا القول ما نشرته مجلة «لايف ساينس» بأن عدم الرضا عن الجسم يطال الصحة النفسية، ويؤثر على تدني احترام الذات والاكتئاب. فالشباب الذي يقضون ساعات طويلة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يعانون من ضعف جودة النوم وتدني تقدير الذات ومستوى أعلى من القلق والاكتئاب. كما وجدت الجمعية الملكية للصحة العامة – RSPH أنه بالإضافة إلى هذه التأثيرات، يلعب التنمر الإلكتروني دورًا بارزًا في تعزيز مشاعر الوحدة والانعزال.
أضف إلى ذلك، نشرت المكتبة الوطنية للطب الأمريكية في إحدى دراساتها بأن عدم الرضا عن الجسم يرتبط وبشدة بأعراض القلق والاكتئاب، حيث تظهر البيانات أن الإناث في خطر متزايد، ولعل السبب يعود في أن الإناث يقضين وقت أطول في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بالذكور. وأظهر المراهقون الذين يستخدمون هذه الوسائل لأكثر من ساعتين يوميًا مشاكل تتعلق بصورة الجسم واضطرابات الأكل والاكتئاب. كذلك أكدت جامعة ولاية إلينوي على موقعها الإلكتروني بأن التعرض إلى وسائل الإعلام يسهم في عدم الرضا عن الجسم، وقد يؤدي إلى سلوكيات في الأكل غير صحية وإلى اضطرابات في الأكل.
إحدى الدراسات التجريبية الأكثر شهرة عن وسائل التواصل الاجتماعي وصور الجسم أجرتها جاسمين فردولي وآخرون في عام 2015. هدفت الدراسة إلى معرفة تأثير الفيسبوك على صورة الجسم والمزاج واحترام الذات لدى الشابات.
اختيرت 112 طالبة جامعية عشوائيًا لقضاء 10 دقائق في تصفح إما حساباتهم الخاصة على الفيسبوك أو موقع إلكتروني لمجلة أو موقع إلكتروني يخضع للسيطرة وذي صور حيادية، وذلك قبل قياس الحالة المزاجية للمشاركات وعدم الرضا عن أجسامهن. أفادت متصفحات الفيسبوك بعد التجربة بأنهن شعرن بحالة مزاجية سلبية أكثر من المشاركات اللواتي قضين وقتًا على الموقع الخاضع للسيطرة.
في سنة 2019 أجرت ماريكا تيغمن وآخرون دراسة تجريبية عن أحد الاتجاهات الذي شاع على الانستغرام «الانستغرام مقابل الواقع» وهو اتجاه يعرض صورًا فوتوغرافية لامرأة واحدة؛ صورة مثالية معدّلة والأخرى صورة طبيعية دون أية تعديلات. شاركت في التجربة 305 امرأة أعمارهن ما بين 18 و30 عامًا. اختيرت المشاركات عشوائيًا لمشاهدة عرض واحدة من ثلاث مجموعات من الصور: صور «الانستغرام مقابل الواقع»، أو الصور «المثالية»، أو الصور «الطبيعية». وكما كان متوقعًا أدى استعراض صور «الانستغرام مقابل الواقع» والصور «الطبيعية» إلى انخفاض عدم الرضا عن الجسم مقارنة بالصور المثالية. علاوة على ذلك، كانت التأثيرات الضارة لمقارنة المظهر أقل وضوحًا بالنسبة إلى «الطبيعية» و«الانستغرام مقابل الواقع» مقارنة بالصور «المثالية». وقد خلصت الدراسة إلى أن “الانستغرام مقابل الواقع” والمنشورات الحقيقية الطبيعية تمتلك القدرة على تعزيز الرضا عن جسم المرأة. ومع ذلك توجد حاجة للقيام بمزيد من البحوث لتقييم أثرها على المدى الطويل.
واجهت شخصيات مؤثرة عالميًا العديد من الانتقادات والاتهامات حول الترويج لمعايير الجمال غير الواقعية والتأثير سلبًا على صورة الجسم. فمثلاً اتهمت كيم كاردشيان، صاحبة 364 مليون متابع على الانستغرام، بالترويج السلبي لصورة الجسم من خلال التركيز الشديد على منحنيات جسمها الذي يشبه “الساعة الرملية”. وقد خضعت كيم كردشيان إلى عدة عمليات تجميلية كزراعة الصدر ورفع الأرداف لتعزيز شكل جسمها ومنحنياته. ومن الصعب اكتساب هذه الصورة إذ يحتاج إلى عمليات تجميلية وأنظمة غذائية وتمارين رياضية.
كذلك بيلا حديد عارضة الأزياء ذات الجسم النحيل جدًا، وصاحبة أكثر من 60 مليون متابع على الانستغرام، تواجه اتهامات بأن معظم صورها تخضع للتعديل الشديد والترشيح (الفلترة) قبل النشر. ويجادل ناقدون بأن جسمها يعزز من نمط الجسم غير الحقيقي ويشجع على الحميات القاسية والرياضات المكثفة.
أما هدى قطان، رائدة الأعمال ومالكة العلامة التجارية “هدى بيوتي” فقد اتهمت بالترويج لصورة الجسم السلبية، بسبب نشر صور مفلترة في منشوراتها على الانستغرام. كما واجهت انتقادات بالترويج لمنتجات تنزيل الوزن والحميات الغذائية.
ومن الشخصيات الشهيرات المتهمات أيضًا بالتأثير سلبًا على صورة الجسم إميلي راتاجكوفسكي، كيندال جينر، خولي كارداشيان، أريانا غراندي على سبيل المثال لا الحصر. بالرغم من هذه الاتهامات لا بد من الإشارة إلى أن هؤلاء المؤثرات روّجن للجسم الطبيعي وتقبله وحب الذات وتقديرها. كما يقع على عاتق المتصفح أيضًا دورًا مهمًا في تفسير هذه المنشورات وتلقيها بعين الواعي والمدرك.
في جعبة وسائل التواصل الاجتماعي مفاجآت دائمة وصيحات يصعب تتبع مصدرها لكنها تنتشر في بعض الأحيان كالنار في الهشيم، وبعضها يلعب دورًا بارزًا في تعزيز المشاعر السلبية لكثير من الفتيات والنساء تجاه أجسامهن. من هذه الصيحات الغريبة:
1- صيحة “جسر البكيني”: في عام 2014، ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي صيحة عُرفت بـ “جسر البكيني” والتي شجعت الشابات على التقاط صور لأنفسهن مستلقيات على ظهورهن يرتدين ثوب السباحة، مع رفع حزام خصر البكيني إلى الأعلى، مما خلق فجوة بين البكيني والبطن. انتشرت هذه الصيحة على نطاق واسع، وشاركت فيه آلاف الشابات. ومع ذلك، تم انتقاد هذا الاتجاه لترويج معايير الجسم غير الصحية وغير الواقعية، ولتشجيع الشابات على التركيز على مظهرهن.
2- صيحة “فجوة الفخذين”: ظهر اتجاه آخر على وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2013 وهو “فجوة الفخذين”، وقد شجع الشابات على السعي لتحقيق فجوة غير مرئية بين أفخاذهن عند الوقوف وأقدامهن معًا، وهذه الفجوة لا يمكن تحقيقها إلا من قبل الفتيات ذوات السيقان النحيلة.
3- “تحدي الترقوة”: وهو اتجاه ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2015، مشجعًا الشابات النحيلات على التقاط صور لأنفسهن وهم يقلبون العملات المعدنية على عظام الترقوة.
جميعنا مضطرون، في هذا الفضاء الإلكتروني الواسع، إلى تصفح صور أو نماذج المُثل المتداولة، إذ لا يمكن السيطرة على ما ينشره الآخرون أو يروجون له، حتى وإن كان تقليص مدة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يبدو مجديًا إلى حدٍ ما، إلا أن التحصين النفسي هو الأجدر بالتبني، فالإدراك والوعي بالآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على صورة الجسم وآلية عملها وترويجها لصور غير حقيقية هي بداية التحصين، أما مسألة حب واحترام الذات فعليًا وتقدير الاختلافات الجسمانية تعزز المناعة ضد تشيىء جسم المرأة، وتأطيره في نموذج موحد، وإن أكرهوا المتلقي على الاستعراض اليومي لنموذج المُثل والنسب الذهبية الكاذبة.
دراسة خاصة بموقع مدونة امرأة ميتا
أفضل 22 طريقة لتعزيز الطاقة الأنثوية المقدسة في داخلك
انطلاقًا من أهمية موضوع الطفل الداخلي وتأثيره العميق والكبير على حياتنا، واستكمالنا لمقالنا السابق شفاء…
بالرغم من أن مفهوم الطفل الداخلي ظهر في أربعينيات القرن الماضي على يد الفيلسوف السويسري…
ما هو الحيوان الروحي؟ يشير الحيوان الروحي في بعض الثقافات الروحية القديمة إلى روح تحمي…
هل تصدقين بأن ألم الدورة الشهرية مجرد فكرة موجودة في رأسك؟ كثيرًا ما قابلت فتيات…
نتساءل ويسأل كثيرون ما هو الحب؟ يرغبون في معرفة إن كان ما يعيشونه من مشاعر…
كثير من النساء والفتيات عالقات مسجونات في شباك وهم الزمن - الماضي والمستقبل، وغير قادرات…